كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة محتملة بين الخيارات المهنية والصحة النفسية. حلل باحثون من كلية الطب إيكان في ماونت سيناي بيانات من أكثر من 400 ألف عامل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ووجدوا ارتباطات بين مهن محددة والاستعداد الوراثي لبعض الحالات الصحية النفسية.
بينما غالبًا ما تحمل اضطرابات الصحة النفسية وصمة اجتماعية، يشير هذا البحث إلى أن العوامل الوراثية قد تؤثر على المسارات المهنية. درست الدراسة 20 مجالًا مهنيًا مختلفًا وعلاقتها بالاستعدادات الوراثية لحالات الصحة النفسية.
أظهر القطاع الإبداعي، الذي يشمل الفنانين والمصممين، انتشارًا أعلى للروابط الوراثية لحالات مثل فقدان الشهية، والاضطراب ثنائي القطب، والتوحد، والفصام، والاكتئاب. كان المهنيون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أكثر عرضة للإصابة باستعدادات وراثية مرتبطة باضطراب طيف التوحد. كان الفصام أكثر شيوعًا بين العاملين في الخدمة الاجتماعية، بينما ظهر فقدان الشهية العصبي بشكل متكرر أكثر في المعلمين والمربين. في المقابل، أظهر المهنيون في الهندسة المعمارية والهندسة والرعاية الصحية والزراعة والأعمال والتمويل وإدارة المكاتب والإدارة والمبيعات قدرًا أكبر من الاستقرار في الصحة النفسية.
ومن المثير للاهتمام أن الوظائف التي تتطلب قدرًا أقل من التعليم الرسمي كانت مرتبطة بشكل أكثر تكرارًا باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، مما قد يشير إلى وجود تحيزات داخل النظام التعليمي. ومع ذلك، أكد الباحثون أن الاستعدادات الوراثية تمثل 0.4٪ فقط من الخيارات المهنية، حيث يلعب العمر والجنس أدوارًا أكثر أهمية. في حين أن حجم العينة الكبير سمح للباحثين بالكشف عن هذا التأثير الوراثي الصغير، فقد شددوا على أن التجارب الحياتية والعوامل الاجتماعية والشخصية أكثر تأثيرًا بكثير في تحديد المسارات المهنية.